• النفط يقفز إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2014 .. ونمو المخزونات يكبح المكاسب

    05/05/2018

    ​قفزت عقود الخام الأمريكي في ختام الأسبوع المنصرم إلى أعلى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 بدعم من التخفيضات الإنتاجية التي تقودها "أوبك" واحتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران، فيما تكبح زيادة المخزونات الأمريكية المكاسب السعرية.
    ومن المقرر أن يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراره بشأن إذا ما كان سيقوم بتجديد الاتفاق النووي الإيراني أو الخروج منه في 12 أيار (مايو) الجاري، مع قرب انتهاء المهلة التي أعطاها الأوروبيين من أجل "إصلاح" الاتفاق.
    وتشير تقارير إلى أنه مع احتمال إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، فإن استقرار إنتاجها النفطي الذي بلغ 2.6 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) وهو رقم قياسي مرتفع منذ رفع العقوبات، سيواجه الخطر.
    ويعتقد وانج شياو مدير أبحاث الخام لدى "قوتاي جونان" للعقود الآجلة أن "أسعار النفط الحالية تتضمن علاوة سعرية بسبب أوجه عدم التيقن المتعلقة بإيران. المستثمرون متخوفون بشأن الإمدادات بعد أن أخذت إيران موقفا صارما في ردها على الولايات المتحدة".
    وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط إلى عند 69.97 دولار للبرميل، مسجلا صعودا بنسبة 0.3 في المائة للأسبوع بأكمله.
    وزادت عقود خام برنت 74.88 دولار للبرميل بما يعادل 1.82 في المائة عن الإغلاق السابق بعد أن لامست 73.80 دولار في وقت سابق من المعاملات الصباحية المكبرة.
    ويلقى النفط دعما من احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وهو ما يثير مخاوف بشأن إمدادات الخام من الشرق الأوسط، فيما تسهم التخفيضات الإنتاجية التي تقودها "أوبك" في تقليص وفرة في المعروض العالمي.
    وهبط إجمالي إنتاج دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" على خلفية المشكلات في فنزويلا، واتفاق خفض الإنتاج العالمي بين منظمة أوبك وروسيا.
    وأبرمت منظمة أوبك ومنتجون آخرون اتفاقا بدأ سريانه في كانون الثاني (يناير) 2017 لحجب 1.8 مليون برميل يوميا من الخام عن الأسواق العالمية وإنهاء تخمة في المعروض.
    وبلغ إنتاج النفط الروسي 10.97 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي، دون تغيير يذكر عن آذار (مارس) الذي سجل فيه الإنتاج أعلى مستوى في 11 شهرا، لكنه يزيد عن المستوى المستهدف بموجب اتفاق مع منتجين آخرين للنفط بشأن تقييد الإنتاج.
    من المقرر أن تجتمع "أوبك" وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا في فيينا في حزيران (يونيو) لمراجعة الاتفاق، وقال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي "إن مستوى التزام بلاده بالاتفاق بلغ 95.2 في المائة في نيسان (أبريل)"، مضيفا أن "روسيا ملتزمة بالكامل بتحقيق التوازن في سوق النفط وكبح العوامل التي تؤدي إلى تقلب الإنتاج". 
    واتفقت روسيا على خفض إنتاجها النفطي بمقدار 300 ألف برميل يوميا من مستوى 11.247 مليون برميل يوميا المسجل في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، وهو شهر الأساس الذي تستند إليه التخفيضات في الاتفاق الموقع مع "أوبك" ومنتجين آخرين.
    وزاد إنتاج روسنفت، أكبر منتج بين الشركات المدرجة 0.1 في المائة عن آذار (مارس) بينما ارتفع إنتاج "جازبروم نفط"، الأسرع نموا بين شركات النفط الروسية، بنسبة 0.9 في المائة، لكن تراجع إنتاج الشركات الأصغر حجما بما إجماليه 0.9 في المائة بدد أثر هذه الزيادات.
    وارتفعت صادرات النفط الروسية المنقولة عبر الأنابيب في نيسان (أبريل) إلى 4.367 مليون برميل يوميا مقارنة بـ 4.163 مليون برميل يوميا في آذار (مارس).
    وبلغ إنتاج الغاز الروسي 61.86 مليار متر مكعب في الشهر الماضي، أو 2.06 مليار متر مكعب يوميا، مقابل 65.68 مليار متر مكعب في آذار (مارس).
    في المقابل، يضغط تزايد مخزونات النفط الأمريكية على مكاسب عقود النفط، وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي مع تخفيض مصافي التكرير الإنتاج، بينما زادت مخزونات البنزين وتراجعت مخزونات نواتج التقطير.
    وصعدت مخزونات الخام بمقدار 2.2 مليون برميل في حين كان من المتوقع أن تنخفض مليوني برميل، وأظهرت بيانات إدارة المعلومات أن مخزونات النفط الخام في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما زادت بمقدار 459 ألف برميل، مشيرة إلى أن استهلاك مصافي التكرير من الخام انخفض بواقع 328 ألف برميل يوميا مع تراجع معدلات التشغيل 1.6 نقطة مئوية.
    وزادت مخزونات البنزين 840 ألف برميل في حين كان محللون شملهم استطلاع لـ "رويترز" قد توقعوا انخفاضا قدره 625 ألف برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 2.6 مليون برميل بينما كان من المتوقع أن تهبط 861 ألف برميل، فيما تراجع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 43 ألف برميل يوميا إلى 6.14 مليون برميل يوميا.
    وسجل إنتاج النفط الأمريكي أيضا مستوى أسبوعيا قياسيا مرتفعا بلغ 10.62 مليون برميل يوميا ليتجاوز، مقتربا من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط في العالم.
    وقد تتجاوز الولايات المتحدة مستوى 11 مليون برميل يوميا قريبا جدا، في الوقت الذي زادت فيه شركات النفط الأمريكية الإنتاج في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى أيار (مايو) بوتيرة هي الأسرع في خمس سنوات على الأقل وفقا لما تظهره بيانات "تومسون رويترز آيكون".
    في الوقت نفسه، ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة للمرة الأولى في 2018 خلال الأسبوع الماضي، وذلك بمقدار 62 مليار قدم مكعبة لتصل إلى 1343 مليار قدم مكعبة في الأسبوع المنتهي في 27 نيسان (أبريل).
    وكانت تقديرات المحللين تُشير إلى ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي بمقدار 47 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع الماضي، وعلى أساس سنوي، هبطت مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية بمقدار 903 مليارات قدم مكعبة خلال الأسبوع الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وتراجع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي في ختام الأسبوع بنحو 1.6 في المائة إلى 2.71 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
    في الوقت نفسه، لقيت الأسعار دعما من زيادة الطلب الصيني الذي زاد 6.5 في المائة على أساس سنوي في آذار (مارس) ليبلغ مستوى قياسيا عند 11.86 مليون برميل يوميا وفقا لما أظهرته حسابات أجرتها "رويترز" من واقع بيانات رسمية.
    وزاد الطلب على النفط بأسرع وتيرة منذ أيار (مايو) من العام الماضي وفقا للحسابات، وتأتي قوة الطلب في ظل ارتفاع واردات الخام قرب مستوى قياسي وقوة وتيرة معالجة النفط، وإن كان انخفاض استهلاك الديزل والبنزين يعزز المخاوف بشأن نمو تخمة المنتجات النفطية المكررة في الصين.
    وانخفض الطلب على البنزين 2.1 في المائة في آذار (مارس) إلى 2.78 مليون برميل يوميا في حين انخفض الطلب على الديزل 3.4 في المائة مقارنة بمستواه قبل عام.
    وتحسب "رويترز" الطلب الضمني على النفط لشهر معين عبر إضافة صافي الوردات من المنتجات النفطية الرئيسية، التي تعلنها إدارة الجمارك الصينية شهريا، إلى كمية النفط المكرر محليا التي يعلنها مكتب الإحصاءات الوطني، دون أن تأخذ في الحسبان تغييرات المخزون، ولم يقدم مكتب الإحصاءات الصيني بيانات منفصلة لإنتاج كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير).

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية